كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



قرأ حمزة والكسائي {انظروا إلى ثمره} بضم الثاء والميم أراد جمع الجمع تقول ثمرة وثمار وثمر كما تقول أكمة وإكام وأكم.
وقرأ الباقون ثمره بفتح الثاء والميم جمع ثمرة مثل بقر وبقرة وشجرة وشجر.
{وخلقهم وخرقوا له بنين وبنات بغير علم} 100.
قرأ نافع وخرقوا بالتشديد أي مرة بعد مرة مثل قتل وقتل.
وقرأ الباقون وخرقوا بالتخفيف ومعنى خرقوا واخترقوا واختلقوا كذبوا.
{وليقولوا درست} 105.
قرأ أبو عمرو وابن كثير دارست بالألف أي ذاكرت أهل الكتاب وعن ابن عباس قارأت وتعلمت.
وقرأ ابن عامر درست بفتح السين وتسكين التاء أي درست.
هذه الأخبار التي تتلوها علينا أي مضت وامحت.
وقرأ أهل المدينة وأهل الكوفة درست بسكون السين وفتح التاء أي قرأت أنت وتعلمت أي درست أنت يا محمد كتب الأولين وتعلمت من اليهود والنصارى وحجتهم قراءة عبد الله وليقولوا درس دل على أن الفعل له وحده.
{قل إنما الآيات عند الله وما يشعركم أنها إذا جاءت لا يؤمنون} 109.
قرأ ابن كثير وأبو عمرو وأبو بكر {وما يشعركم إنها إذا جاءت} بكسر الألف قال اليزيدي الخبر متناه عند قوله وما يشعركم أي ما يدريكم ثم ابتدأ الخبر عنهم إنهم لا يؤمنون إذا جاءتهم وكسروا الألف على الاستئناف قال سيبويه سألت الخليل عن قوله وما يشعركم إنها إذا جاءت ما منعها أن تكون كقولك وما يدريك أنه لا يفعل فقال لا يحسن ذلك في هذا الموضع إنما قال وما يشعركم ثم ابتدأ فأوجب فقال إنها إذا جاءت لا يؤمنون لو قال وما يشعركم أنها إذا جاءت لا يؤمنون كان عذرا لهم وحجتهم قوله بعدها ولو أننا نزلنا إليهم الملائكة إلى قوله ما كانوا ليؤمنوا فأوجب لهم الكفر وقال ونقلب أفئدتهم وأبصارهم كما لم يؤمنوا به أول مرة أي إن الآية إن جاءتهم لم يؤمنوا كما لم يؤمنوا أول مرة.
وقرأ الباقون أنها إذا جاءت بالفتح قال الخليل إن معناها لعلها إذا جاءت لا يؤمنون قال وهذا كقولهم إيت السوق أنك تشتري لنا شيئا أي لعلك أنشد أبو عبيدة:
أريني جوادا مات هزلا لأنني ** أرى ما ترين أو بخيلا مخلدا

يريد لعلني أرى ما ترين.
يروى في التفسير أنهم اقترحوا الآيات وقالوا لن نؤمن لك حتى تفجر لنا من الأرض ينبوعا إلى قوله حتى تنزل علينا كتابا نقرؤه فأنزل الله قل إنما الآيات عند الله وما يشعركم أنها إذا جاءت لا يؤمنون أي لعلها إذا جاءت لا يؤمنون على رجاء المؤمنين وقال آخرون بل المعنى وما يشعركم أنها إذا جاءت يؤمنون فتكون لا مؤكدة للجحد كما قال وحرام على قرية أهلكناها أنهم لا يرجعون بمعنى وحرام عليهم أن يرجعوا قال الفراء سأل الكفار رسول الله صلى الله عليه أن يأتيهم بالآية التي نزلت في الشعراء إن نشأ ننزل عليهم من السماء آية فظلت أعناقهم لها خاضعين وقال المؤمنون يا رسول الله سل ربك أن ينزلها حتى يؤمنوا فأنزل الله وما يشعركم أنها إذا جاءت لا يؤمنون أي إذا جاءت يؤمنون ولا صلة كقوله ما منعكم ألا تسجد إذ أمرتك أي أن تسجد.
قرأ حمزة وابن عامر {إذا جاءت لا تؤمنون} بالتاء وحجتهما قوله وما يشعركم قال مجاهد قوله وما يشعركم خطاب للمشركين الذين أقسموا فقال جل وعز وما يدريكم أنكم تؤمنون وقرأ الباقون بالياء إخبارا عنهم وحجتهم قوله ونقلب أفئدتهم وأبصارهم ولم يقل أفئدتكم.
{وحشرنا عليهم كل شيء قبلا} 111.
قرأ نافع وابن عامر {قبلا} بكسرالقاف أي عيانا كما تقول لقته قبلا.
وقرأ الباقون {قبلا} بضمتين جمع قبيل والمعنى وحشرنا عليهم كل شيء قبيلا قبيلا أي جماعة جماعة قال الزجاج ويجوز أن يكون قبلا جمع قبيل ومعناه الكفيل ليكون المعنى لو حشرنا عليهم كل شيء فتكفل لهم بصحة ما يقول ما كانوا ليؤمنوا.
وقال الفراء ويجوز أن يكون قبلا من قبل وجوههم أي ما يقابلهم والمعنى لو حشرنا عليهم كل شيء فقابلهم.
{يعلمون أنه منزل من ربك بالحق} 114.
قرأ ابن عامر وحفص {أنه منزل من ربك} بالتشديد من نزل ينزل جمعا بين اللغتين لأنه قد تقدم قوله وهو الذي أنزل إليكم الكتاب مفصلا ولم يقل وهو الذي نزل.
{وتمت كلمة ربك صدقا وعدلا لا مبدل لكلمته} 115.
قرأ عاصم وحمزة والكسائي {وتمت كلمة ربك} على التوحيد وحجتهم إجماع الجميع على التوحيد في قوله وتمت كلمة ربك الحسنى على بني إسرائيل وتمت كلمة ربك لأملأن جهنم فردوا ما اختلفوا فيه إلى ما أجمعوا عليه.
وقرأ الباقون {كلمات ربكم} على الجمع وحجتهم في ذلك أنها مكتوبة بالتاء فدل ذلك على الجمع وعلى أن الألف التي قبل التاء اختصرت في المحصف وأخرى أن الكلمات جاءت بعدها بلفظ الجمع فقال لا مبدل لكلماته وفيها إجماع فكان الجمع في الأول أشبه بالصواب للتوفيق بينهما إذ كانا بمعنى واحد.
{وما لكم ألا تأكلوا مما ذكر اسم الله عليه وقد فصل لكم ما حرم عليكم إلا ما اضطررتم إليه وإن كثيرا ليضلون بأهوائهم بغير علم} 119.
قرأ أبو بكر عن عاصم وحمزة والكسائي {وقد فصل} بفتح الفاء والصاد وحجتهم ظهور اسم الله في قوله: {وما لكم ألا تأكلوا مما ذكر اسم الله عليه} فلما قرب اسم الله من الفعل قرؤوا فصل لقرب اسمه منه فكان معناه وقد فصل الله لكم ثم قرؤوا ما حرم بترك تسمية الفاعل بدلالة ما جاء في القرآن من التحريم بترك تسمية الفاعل في قوله: {حرمت عليكم الميتة والدم} {وحرم عليكم صيد البر} جرى الكلام فيها بترك تسمية الفاعل فأجروا ما اختلفوا فيه من ذلك بلفظ ما اتفقوا عليه وأخرى أن الكلام أتى عقيبه بترك تسمية الفاعل وهو قوله: {إلا ما اضطررتم إليه} فألحق قول حرم ليكون لفظا المستثنى والمستثنى منه متفقين.
وقرأ ابن كثير وأبو عمرو وابن عامر {وقد فصل} بضم الفاء ما حرم بضم الحاء على ما لم يسم فاعله وحجتهم قوله: {ثم فصلت من لدن حكيم خبير} وهذه أحسن أعنى فصل وحرم ليأتلف اللفظان على نظام واحد إذ كان المفصل هو المحرم ولا ضرورة تدعو إلى المخالفة بين اللفظين.
وقرأ نافع وحفص {فصل} بفتح الفاء وحرم بالفتح أي بين الله لكم ما حرمه عليكم.
قرأ عاصم حمزة والكسائي {وإن كثيرا ليضلون} بضم الياء وحجتهم في وصفهم بالإضلال أن الذين أخبر الله عنهم بذلك قد ثبت لهم أنهم ضالون بما تقدم من وصفه جل وعز إياهم بالكفر به قبل أن يصفهم بالإضلال فلا معنى إذا لوصفهم بالضلال وقد تقدم أنهم ضالون فكان وصفهم بأنهم يضلون الناس يأتي بفائدة غير ما تقدم من وصفهم في الكلام الأول فهم الآن ضالون بشركهم ويضلون غيرهم بما جاؤوا به.
جاء في التفسير أنها نزلت في قوم من المشركين قالوا للمسلمين تأكلون ما قتلتم ولا تأكلون ما قتل الله قالوا فإذا قرئ ليضلون بفتح الياء لم يكن في الكلام فائدة غير أنهم ضالون فقط وقد علم ضلالتهم بما تقدم من وصفهم فكأنه كرر كلامين ومعناه واحد.
وقرأ أهل الحجاز والشام والبصرة {ليضلون} أي ليضلون هم وحجتهم قوله: {إن ربك هو أعلم بمن ضل عن سبيله} وقوله: {وأولئك هم الضالون} وصفهم بالضلال لا بالإضلال.
{أو من كان ميتا فأحييناه} 122.
قرأ نافع أو من كان ميتا بالتشديد وقرأ الباقون بالتخفيف وقد ذكره فيما تقدم.
{حتى يؤتى مثل ما أوتي رسل الله الله أعلم حيث يجعل رسالته} 124.
قرأ ابن كثير وحفص {الله أعلم حيث يجعل رسالته} على واحد.
وقرأ الباقون على الجمع وحجتهم أن الله جل وعز ذكر الرسل قبله فقال: {حتى يؤتى مثل ما أوتي رسل الله} وما بعده يجب أن يكون الجمع ليأتلف اللفظ والمعنى ومن قرأ بالتوحيد اجتزأ بالواحد عن الجميع.
{ومن يرد أن يضله يجعل صدره ضيقا حرجا كأنما يصعد في السماء} 125.
قرأ ابن كثير {ضيقا} خفيفا وقرأ الباقون بالتشديد والأصل ضييق على وزن فيعل ابن كثير حذف الياء الثانية والباقون أدغموا الياء ولم يحذفوا من الكلمة شيئا ومثله هين وهين.
قرأ نافع وأبو بكر {حرجا} بكسر الراء وقرأ الباقون بالفتح وهما لغتان مثل الدنف الدنف وحجة من فتح قوله: {وما جعل عليكم في الدين من حرج} فإن قال قائل لم قال الله صدره ضيقا مثقلا الجواب إن الحرج أشد الضيق فكأنه قال ضيق جدا.
قرأ ابن كثير {كأنما يصعد} خفيفا من صعد يصعد وحجته قوله: {إليه يصعد الكلم الطيب} وقرأ أبو بكر يصاعد الأصل يتصاعد فأدغم التاء في الصاد لقربها من الصاد.
وقرأ الباقون {يصعد} الأصل يتصعد فأدغموا التاء في الصاد ومعنى يصعد ويصاعد ويصعد كله واحد.
{وما ربك بغافل عما يعملون} 132.
قرأ ابن عامر {وما ربك بغافل عما تعملون} بالتاء على الخطاب وقرأ الباقون بالياء وحجتهم قوله قبلها: {ذلك أن لم يكن ربك مهلك القرى بظلم وأهلها غافلون}.
{قل يا قوم اعملوا على مكانتكم إني عامل فسوف تعلمون من تكون له عاقبة الدار} 135.
قرأ أبو بكر {اعملوا على مكاناتكم} على الجمع في كل القرآن.
وقرأ الباقون {على مكانتكم} أي على تمكنكم وأمركم وحالكم والتوحيد هو الاختيار لأن الواحد ينوب عن الجمع ولا ينوب الجمع عن الواحد قوله مكانتكم وزنه مفعلة من الكون والميم زائدة والألف منقلبة عن الواو من كان يكون مفعلة وقال قوم وزنه فعال مثل ذهاب والألف زائدة والميم أصلية والدليل على ذلك أن فعالا تجمعه على أفعلة تقول أمكنة ولو كان مفعلا لم يجمع على أفعلة.
قرأ حمزة والكسائي {من يكون} بالياء وكذلك في القصص لأن تأنيثهما غير حقيقي العاقبة والآخر واحد وحجتهما قوله: {فانظر كيف كان عاقبة مكرهم} وقوله: {ثم كان عاقبة الذين}.
وقرأ الباقون من تكون بالتاء لتأنيث العاقبة.
{هذا لله بزعمهم} 136.
قرأ الكسائي بزعمهم بضم الزاي وقرأ الباقون بالفتح وهما لغتان.
{وكذلك زين لكثير من المشركين قتل أولادهم شركاؤهم} 137.
قرأ ابن عامر {وكذلك زين} بضم الزاي {قتل} بالرفع {أولادهم} نصب {شركائهم} بالخزين على ما لم يسم فاعله قتل اسم ما لم يسم فاعله أولادهم نصب بوقو الفعل عليهم شركائهم جر بالإضافة على تقدير قتل شركائهم أولادهم ففرق بين المضاف والمضاف إليه وحجته قول الشاعر:
فزججتها متمكنا ** زج القلوص ابي مزاده

أراد زج أبي مزادة القلوص وأهل الكوفة يجوزون الفرق بين المضاف والمضاف إليه.
وقرأ الباقون {وكذلك زين} بفتح الزاي {قتل} نصب {أولادهم} جر {شركاؤهم} رفع وهم الفاعلون والتقدير وكذلك زين شركاؤهم أن قتل كثير من المشركين أولادهم.
قال الزجاج شركاؤهم ارتفعوا بتزيينهم ويقال إن هؤلاء المزينين كانوا يخدمون الأوثان وقيل شركاؤهم شياطينهم.
{وقالوا ما في بطون هذ الأنعام خالصة لذكورنا ومحرم على أزواجنا وإن يكن ميتة فهم فيه شركاء} 139.
قرأ ابن عامر {وإن تكن} بالتاء ميتة رفع وتكن بمعنى الحدوث والوقوع أي وإن تقع أو تحدث ميتة.
وقرأ ابن كثير وإن يكن بالياء ميتة رفع جعل أيضا يكن بمعنى الوقوع إلا أنه ذكر الفعل لأن تأنيث الميتة غير حقيقي فلذلك ذكر الفعل.
وقرأ أبو بكر وإن تكن بالتاء ميتة نصب المعنى وإن تكن تلك الحمول التي في البطون ميتة ويجوز أن ترد على الأنعام أو على معنى ما ولك أن ترجع عن لفظ ما ومن إلى معناهما ومن معناهما إلى لفظهما لأن لفظهما واحد ومعناهما الجمع والتأنيث وقد جاء في التنزيل حرف قد حمله على اللفظ ثم رجع إلى المعنى ثم حمله ثانيا على اللفظ وهو قوله: {ومن يؤمن بالله ويعمل صالحا يدخله جنات} فوحد وحمله على اللفظ ثم قال: {خالدين فيها أبدا} فجمع على المعنى ثم قال: {قد أحسن الله له رزقا} فرجع بعد الجمع إلى التوحيد وحمله أيضا على التوحيد وكذلك قوله هنا: {وقالوا ما في بطون هذه الأنعام خالصة لذكورنا} على معنى ما ومحرم مذكر بعد مؤنث على لفظ ما فهو حرف ثان وهو حسن.
وقرأ نافع وأبو عمرو وحمزة الكسائي وحفص {وإن يكن} بالياء ميتة نصب جعلوها خبر كان والاسم المضمر في يكن ردوه على لفظ ما المعنى وإن يكن في في البطون ميتة وإن يكن الذي في البطون ميتة قال أبو عمرو الوجه يكن بالياء لقوله فهم فيه ولم يقل فيها.
{قد خسر الذين قتلوا} 140.
قرأ ابن كثير وابن عامر قد خسر الذين قتلوا بالتشديد أي مرة بعد مرة كما يقال رجل قتال إذا كثر منه القتل وقرأ الباقون قتلوا بالتخفيف.
{وآتوا حقه يوم حصاده} 141.
قرأ أبو عمرو وعاصم وابن عامر {يوم حصاده} بفتح الحاء وقرأ الباقون بالكسر وهما لغتان مثل الصرام والصرام قال الفراء بالكسر حجازية وأهل نجد وتميم بالفتح.
{ومن المعز اثنين} 143.
قرأ ابن كثير وأبو عمرو وابن عامر من المعز بفتح العين وقرأ الباقون ساكنة العين وهما لغتان.
والأصل تسكين العين لأنه جمع ماعز مثل تاجر وتجر وصاحب وصحب وحجتهم إجماع الجميع على تسكين الهمزة في الضأن وهو جمع ضائن كماعز والهمزة والعين من حروف الحلق فردوا ما اختلفوا فيه إلى ما أجمعوا عليه واعلم أنه إنما جاز فيهما الفتح وإن كان الأصل الإسكان لأن فيها حرفا من حروف الحلق والعرب تفتح إذا كان فيها حرف من حروف الحلق وذلك نحو النهر والنهر والزهر والزهر والظعن والظعن وإنما جاز فتحها لأن الحركات ثلاث ضمة وفتحة وكسرة فالفتحة من الألف فهي من حيز حروف الحلق هذا قول سيبويه فإن قال قائل هلا فتحت الهمزة من الضأن إذ كانت من حروف الحلق كما فتحت العين من المعز الجواب أن الهمزة أثقل من العين لأنها تخرج من أقصى الحلق وتحريكها أثقل من تحريك العين وكذلك فرق بينهما.